نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 198
الثالث لمّا رأوا
اختلاف المسلمين في التلفّظ ببعض الكلمات ، مثل ما ذكرناه ( أو تغيير بعضه ببعض مع
عدم التغيّر في المعنى ، مثل امض ، عجل ، اسرع على فرض الصحة ) قاموا بتوحيد
المصاحف وغسل غير ما جمعوه ، فارتفع بذلك التحريف بالمعنى المذكور فاتفقوا على
لهجة قريش.
٥. التحريف بالزيادة لكنّه مجمع على
خلافه ، نعم نسب إلى ابن مسعود أنّه قال : إنّ المعوذتين ليستا من القرآن ،
انّـهما تعويذان ، و انّـهما ليستا من القرآن. [١]
كما نسب إلى العجاردة من الخوارج أنّهم أنكروا أن تكون سورة يوسف من القرآن ،
وكانوا يرون أنّها قصة عشق لا يجوز أن يكون من الوحي. [٢] ولكن النسبتين غير ثابتتين ، ولو صحّ
ما ذكره ابن مسعود لبطل تحدّي القرآن بالسورة ، حيث أتى الإنسان غير الموحى إليه
بسورتين مثل سور القرآن القصار.
٦. التحريف بالنقص والإسقاط عن عمد أو
نسيان ، سواء كان الساقط حرفاً ، أو كلمة ، أو جملة ، أو آية ، أو سورة ، وهذا هو
الذي دعانا إلى استعراض ذلك البحث فنقول : إنّ ادّعاء النقص في القرآن الكريم
بالوجوه التي مرّ ذكرها أمر يكذبه العقل والنقل ، وإليك بيانهما :
١. امتناع تطرّق
التحريف إلى القرآن
إنّ القرآن الكريم كان موضع عناية
المسلمين من أوّل يوم آمنوا به ، فقد كان المرجعَ الأوّل لهم ، فيهتمون به قراءة
وحفظاً ، كتابة وضبطاً ، فتطرّق التحريف إلى مثل هذا الكتاب لا يمكن إلاّبقدرة
قاهرة حتى تتلاعب بالقرآن بالنقص ، ولم يكن