نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 17
ولما ارتحل النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتحق بالرفيق الأعلى ، وقف
المسلمون على أنّ فهم القرآن وإفهامه يتوقف على تدوين علوم تسهل التعرّف على
القرآن الكريم ، ولأجل ذلك قاموا بعملين ضخمين في مجال القرآن :
الأوّل : تأسيس علوم الصرف والنحو
واللغة والاشتقاق وما شابهها ، لتسهيل التعرّف على مفاهيم ومعاني القرآن الكريم
أوّلاً ، والسنّة النبوية ثانياً ، وإن كانت تقع في طريق أهداف أُخرى أيضاً لكن
الغاية القصوى من القيام بتأسيسها وتدوينها ، هو فهم القرآن وإفهامه.
الثاني : وضع تفاسير لمختلف الأجيال حسب
الأذواق المختلفة لاستجلاء مداليله ، ومن هنا لانجد في التاريخ مثيلاً للقرآن
الكريم من حيث شدّة اهتمام أتباعه به ، وحرصهم على ضبطه ، وقراءته ، وتجويده ،
وتفسيره ، وتبيينه.
وقد ضبط تاريخ التفسير أسماء ما ينوف
على ألفين ومائتي تفسير وعند المقايسة يختص ربع هذا العدد بالشيعة الإمامية [١].
هذا ما توصّل إلى إحصائه المحقّقون من
طريق الفهارس ومراجعة المكتبات
[١] لاحظ معجم
المفسرين ل « عادل نويهض » وطبقات المفسرين ل « الحافظ شمس الدين الداودي »
المتوفّى عام ٩٤٥ هـ ، وما ذكرنا من الإحصاء مأخوذ من « معجم المفسرين » ، كما أنّ
ما ذكرنا من أنّ ربع هذا العدد يختص بالشيعة مأخوذمن ملاحظة ما جاء في كتاب «
الذريعة إلى تصانيف الشيعة » من ذكر ٤٥٠ تفسيراً للشيعة.
ولكن الحقيقة فوق
ذلك ، فإنّ كلّ ما قام به علماء الشيعة في مجال التفسير باللغات المختلفة في العصر
الحاضر لم يذكر في الذريعة ، ولأجل ذلك يصح أن يقال : إنّ ثلث هذا العدد يختص
بالشيعة ، كما أنّه فات صاحب « معجم المفسرين » ذكر عدّة من كتب التفسير للشيعة
الإمامية وإن كان تتبعه جديراً للتقدير. ولقد أتينا بذكر أُمّة كبيرة من المفسرين
الشيعة من عصر الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا ، من الذين قاموا بتفسير القرآن
بألوان مختلفة ، في تقديمنا لكتاب « التبيان » لشيخ الطائفة الطوسي قدسسره وقد طبع مع الجزء الأوّل. كما طُبع
أيضاً في نهاية الجزء العاشر من موسوعاتنا التفسيرية « مفاهيم القرآن ».
نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 17