نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 146
ثم يخلص لِلَمحِ الدلالة القرآنية بجمع
كل ما في القرآن من صيغ اللفظ وتدبّر سياقها الخاص في الآية والسورة وسياقها العام
في القرآن كله.
د : وفي فهم أسرار التعبير يحتكم إلى
سياق النص في الكتاب المحكم ملتزمين ما يحتمله نصاً وروحاً ، ويعرض عليه أقوال
المفسّرين فيقبل منها ما يقبله النص.
هذا خلاصة هذا المنهج الذي ابتكره
الأُستاذ الخولي المصري واقتفت أثره تلميذته بنت الشاطئ ، فخرج من هذا المنهج كتاب
باسم « التفسير البياني للقرآن الكريم » في جزأين تناول تفسير السور التالية في
الجزء الأوّل : « الضحى ، والشرح ، الزلزلة ، النازعات ، العاديات ، البلد ،
التكاثر » كما تناول في الجزء الثاني تفسير السور التالية : « العلق ، القلم ،
العصر ، الليل ، الفجر ، الهمز ، الماعون ».
ولا شك أنّه نمط بديع بين التفاسير ، إذ
لا يماثل شيئاً مما أُلّف في القرون الماضية من زمن الطبري إلى العصر الأخير الذي
عرف فيه تفسير الإمام عبده وتفسير المراغي ، فهذا النمط لا يشابه التفاسير السابقة
، غير أنّه لون من التفسير الموضوعي أوّلاً ، وتفسير القرآن بالقرآن ثانياً ،
والنقطة البارزة في هذا النمط هو استقراء اللفظ القرآني في كل مواضع وروده في
الكتاب.
وبعبارة أُخرى : يهتم المفسّر في فهم
لغة القرآن بالتتبع في جميع صيغ هذا اللفظ الواردة في القرآن الكريم ثم يخرج من
ضمّ بعض إلى بعض بحقيقة المعنى اللغوي الأصيل ، وهو لا يترك هذا العمل حتى في أوضح
الألفاظ. مثلاً تتبع في تفسير قوله سبحانه : ( ألَم نَشرَح لَكَ
صَدرَك )
كل آية ورد فيها مادة « الشرح » بصورها ، أو كل آية ورد فيها مادة « الصدر » بصيغه
المختلفة ، وهكذا في كل كلمة حتى وإن كان معناها واضحاً عندنا لكنّه لايعتني بهذا
الوضوح ، بل يرجع إلى
نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 146