ذهب الجمهور إلى أنّهم قوم من بني
إسرائيل فرّوا من الطاعون أو من الجهاد فأرسل عليهم الموت ، فلمّا رأوا انّ الموت
كثر فيهم خرجوا من ديارهم فراراً منه ، فأماتهم اللّه جميعاً وأمات دوابّهم ثمّ
أحياهم لمصالح وغايات أشير إليها في الآية.
لكن الأُستاذ أنكر ذلك واختار كون الآية
مسوقة سوق المثل ، وانّ المراد بهم قوم هجم عليهم أُولو القوة والقدرة من أعدائهم
فلم يدافعوا عن استقلالهم وخرجوا من ديارهم وهم أُلوف ، فقال لهم اللّه موتوا موت
الخزي والجهل ، والخزي موت والعلم وإباء الضيم حياة ، فهؤلاء ماتوا بالخزي ثمّ
أحياهم بإلقاء روح النهضة والدفاع عن الحقّ ، فقاموا بحقوق أنفسهم واستقلّوا في
أمرهم.
يلاحظ عليه : أنّه لو كانت الآية مسوقة
سوق المثل وجب أن تذكر فيه لفظة « المثل » كما هو دأبه سبحانه في الأمثال القرآنية
، مثل قوله : ( كَمَثَل الَّذي اسْتَوقَدَ ناراً ). [٢]