نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 108
البذرة فكانت به هذه
الحياة النباتية المخصوصة ، وكذلك يقال في الحيوان والإنسان ، فكل أمر كلّي قائم
بنظام مخصوص تمت به الحكمة الإلهية في إيجاده فإنّما قوامه بروح إلهي ، سُمِّي في
لسان الشرع ملكاً ومن لم يبال في التسمية بالتوقيف يسمّي هذه المعاني القوى
الطبيعية إذا كان لا يعرف من عالم الإمكان إلاّ ما هو طبيعة أو قوة يظهر أثرها في
الطبيعة.
وقال الإمام عبده بعد نقل نظير هذه
التأويلات : ولو أنّ نفساً مالت إلى قبول هذا التأويل لم تجد في الدين ما يمنعها
من ذلك ، والعمدة على اطمئنان القلب وركون النفس على ما أبصرت من الحق. [١]
ولا يخفى أنّ هذا التأويل لو صحّ في بعض
الأحاديث لما صحّ في الملائكة الواردة في قصة آدم وغيرها ، وما هذا التأويل إلاّ
للخضوع للمنهج الخاص الذي اختاره الأُستاذ في تفسير القرآن.
المتبادر من الآية هو إحياؤهم بعد الموت
، والخطاب لليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
باعتبار أحوال أسلافهم ، ولا يفهم أيّ عربي صميم من لفظة ( ثُمَّ
بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوتِكُمْ )
، غير هذا إلاّ أنّ صاحب المنار ذهب إلى أنّ المراد من البعث هو كثرة النسل ، أي
أنّه بعد ما وقع فيهم الموت بالصاعقة وغيرها وظن أنّهم سينقرضون ، بارك اللّه في
نسلهم ليعد الشعب بالبلاء السابق للقيام بحقّ