وفي اللغة : الآزفة القيامة ، وإن
استبعد الناس مداها [٤].
والآزفة : الدانية من قولهم أزف الأمر
إذا دنا وقته [٥].
ورقة الآزفة في لفظها بانطلاق الألف
الممدودة من الصدر ، وصفير الزاي من الأسنان ، وانحدار الفاء من أسفل الشفة ،
والسكت على الهاء منبعثة من الأعماق ، كالرقة في معناها في الدنو والاقتراب وحلول
الوقت ، ومع هذه الرقة في الصوت والمعنى ، إلا أن المراد من هذا الصفير أزيزه ،
ومن هذا التأفف هديره ورجيفه ، فادناه يوم القيامة غير إدناء الحبيب ، واقتراب الساعة
غير اقتراب المواعيد ، أنه دنو اليوم الموعود ، والحالات الحرجة ، والهدير النازل
، إنه يوم القيامة في شدائده ، فكانت الآزفة كالواقعة والقارعة.
٤ ـ الراجفة والرادفة ، قال تعالى : (يوم ترجف الراجفة *
تتبعها
الرادفة )[٦] وتبدأ
القيامة بالراجفة ، وهي النفخة الأولى ( تتبعها الرادفة ) وهي النفحة الثانية [٧].
وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد والحسن
وقتادة والضحاك [٨].قال
الزمخشري ( ت : ٥٣٨ هـ ) « الراجفة : الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال وهي
النفحة الأولى ، وصفت بما يحدث بحدوثها ( تتبعها الرادفة ) أي الواقعة التي تردف
الأولى ، وهي النفحة الثانية ؛ أي القيامة التي يستعجلها الكفرة ، استبعاداً لها
وهي رادفة لهم لا قترابها. وقيل الراجفة : الأرض والجبال من قوله ـ يوم ترجف الأرض
والجبال ـ والرادفة