responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر    جلد : 1  صفحه : 99

عليهم في هذه الآية ، ليعرفوا صحة ما دعا الرسول إليه ، ولو كانوا يعرفون الحق ضرورةً لم يكونوا مقلدين لآبائهم ، وكان يجب أن يكون آباؤهم أيضاً عارفين ضرورة ولو كانوا كذلك لماصح الإخبار عنهم بأنّهم لايعلمون شيئاً ولايهتدون ، وإنّما نفى عنهم الاهتداء والعلم معاً ، لأن بينهما فرقاً ، وذلك أنّ الاهتداء لايكون إلا عن بيان وحجة [١].

٣. رفضه التقليد في أُصول الدين

رفض الشيخ الطوسي التقليد في الأُمور الاعتقادية شأنه في ذلك شأن كل أتباع المذهب الإمامي القائل بعدم صحة الاعتقاد المبني على التقليد والاتّكال على تقليد المربين أو الآباء :

بل يجب على الإنسان بحسب الفطرة العقلية المؤيدة بالنصوص القرآنية أن يفحص ويتأمل في أُصول اعتقاداته المسماة بأُصول الدين ، التي أهمها التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد ، ومن قلد آباءه أو نحوهم في اعتقاده هذه الأُصول فقد ارتكب شططاً وزاغ عن الصراط المستقيم ، ولايكون معذوراً أبداً [٢].

وقد أكّد الشيخ الطوسي رفضه التقليد في ثنايا تفسيره ، ورد على القائلين به في أكثر من مناسبة ، فهو عند تفسيره لقوله تعالى :

(إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) [٣]

قال :

والتقليدُ قبيح بموجب العقل ، لأنّه لو كان جائزاً للزم فيه أن يكون الحق في الشيء ونقيضه ، فيكون عابد الوثن يقلّد أسلافه ، وكذلك يقلّد أسلافه اليهودي والنصراني والمجوسي ، وكلّ فريق يعتقد أنّ الآخر على خطإٍ وضلال ، وهذا باطل بلاخلافٍ ، فإذاً


[١] الطوسي ، التبيان ج ٤ ، ص ٣٩ ٤٠.

[٢] المظفر ، عقائد الإماميّة ، ص ٣٢.

[٣] الزخرف ( ٤٣ ) الآية ٢٣.

نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست