نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر جلد : 1 صفحه : 73
الفصل الاول :
نشأة التفسير وتطوّر مناهجه
وصف مجمل لتفسير التبيان
لما كان القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزله
على رسوله الأمين محمد صلىاللهعليهوآله
، ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ، فإنّه لابد للمسلمين من أنْ يتفهموا
معانيه ، ويفقهوا آياته ليتمكنوا من العمل على ضوء تعاليمه ووفق مفاهيمه وعلى وحي
من هداه ، وكان لابد لرسول الله صلىاللهعليهوآله
من أن يبين للناس ما في هذا الكتاب العزيز (وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
)[١]
، خاصة وأنّ القرآن الكريم قداحتوى المحكم والمتشابه من الآيات والمطلق والمقيّد
من الأحكام ، فضلاً عن تضمنه الحقيقة والمجازوالتصريح والكناية ، وفعلاً فقد تولّى
رسول الله صلىاللهعليهوآله مسؤولية
التفسير والشرح لآيات الكتاب طيلة سنِّي حياته ، ليوضح أسباب النزول ويبين مايحتاج
إلى البيان من المجمل والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، كما ويشرح عمليّاً بعض الأحكام
العبادية والواجبات الشرعية التي جاء بها الكتاب المجيد ، وفي هذا الصدد كان هناك
رأيان حول ما إذا كان الرسول صلىاللهعليهوآله
قد بيّن للصحابة كتاب الله كلّه ، ألفاظه ومعانيه أم لا؟ فابن تيمية يؤكّد أنّ
الرسول صلىاللهعليهوآله كان قد بيّن