responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر    جلد : 1  صفحه : 15

العالمُ المنطـقي المعروفُ سعدُ بنُ عمرَ بن عبدالله التفتازاني مصنّفُ كتاب التهذيب في المنطـق والمطوّل في المعاني والبيان ، وأبو نصر إسماعيل بن حمّاد الفارابي المعلّم الثاني ، والعالمُ الرياضي الحكيمُ الخيّامُ ؛ هؤلاء هم بعضُ الذين نبغوا من أرض طوسَ ، وتركوا للعالم آثاراً أبديّة [١].

وممّا أضفى على هذهِ المدينةِ أهميّةً كُبرى هو مرقدُ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ثامن أئمّة الشيعةِ الاثني عشريّة ، وهي لذلك مهوى أفئدتِهم ، يؤمّونها من الأماكن البعيدةِ والبلدانِ النائيةِ ، ويتقاطرون اليها من كلّ حدبٍ وصوبٍ للتبرّكِ بالعتبةِ المقدّسةِ [٢].

وقد ترعرعَ الشيخ الطوسيّ في مَسقَطِ رأسهِ ، ودرسَ فيها علومَ اللغة والأدبِ والفقهِ والحديثِ وعلمَ الكلامِ ؛ ليهاجر بعدها إلى العراقِ [٣] « حاملاً من الثقافةِ الإسلاميّةِ فنونَها » [٤].

وهناك استقرّ الطوسي في بغدادَ ، حيث كانتْ تعجُّ بالثقافةِ والعلومِ ، ويقصدُها طلابُ المعرفةِ من كلّ بلادٍ ، وصادفَ وصولهُ إلى بغدادَ بعدَ تربّعِ الشيخ المفيدِ على كرسي الزعامةِ الفكريّةِ للمذهبِ الجعفري ، وبعد أن قَطعَ شوطاً بعيداً في مجالِ العلمِ والمعرفة ، الأمرُ الذي جعلَ حلقاتِ درسِهِ زاخرةً بطلبةِ العلومِ « فكان يحضر مجلسَهُ خَلْقٌ كثيرٌ من العلماءِ من سائرِ الطوائفِ [٥] ».

مما يُؤكّدُ موضوعيّةَ الشيخِ المفيدِ احترامُ الناسِ له ، وإنِ اختلفوا معه في الرأي أو الانتماء المذهبي ، فكان لهذهِ الأجواءِ تأثيرٌ بالغٌ في اجتذابِ الطلاّب إلى بغدادَ والتي كانت في ذلك الوقت عاصمةً للخلافةِ ، حتّى صار شيخُنا الطوسي واحداً من بين العديدينَ الذين


[١] الأمين ، دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعية ، ج ١٢ ، ص ٣٠٠.

[٢] بحر العلوم ، مقدّمة الأمالي للشيخ الطوسي ، ج ١ ، ص ٤.

[٣] الطهرانيّ ، الذريعة ، ج ٢ ، ص ١٤ ؛ بحر العلوم ، موسوعة العتبات ، ج ٢ ، ص ٢٣.

[٤] بحر العلوم ، مقدّمة الأمالي ، ج ١ ، ص ٤.

[٥] ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج ١٢ ، ص ١٥.

نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست