responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر    جلد : 1  صفحه : 133

وقد يتوسع الشيخ الطوسي ويسهب في شرح بعض المفردات القرآنية ، وياتي بالشواهد القرآنية العديدة على توضيح المعنى المراد كما في قوله تعالى : (وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [١].

فقال :

يعني في العدل من غير حاجة إلى خطٍ ولاعقد ، لانه ـ عز وجل ـ عالمٌ به ، وانمايحاسب العبد مظاهرةً في العدل ، واحالةً على مايوجبه الفعل من خيرٍ او شر ... ونقول من الحساب : حسب الحساب يحسبه حسباً ... واحسبني من العطاء احساباً اي كفاني (عَطَاء حِسَابًا) [٢] اي كافياً.

والحسبان : سهام قصار ومنه (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء) [٣].

(يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) [٤] اي بغير تضييقٍ.

(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [٥] اي قدر لها مواقيت معلومةً لايعدونها [٦].

وهكذا نجده ياتي بكل لفظ مشابهٍ او قريبٍ من الحساب ، فيعطيه مايستحقه من التوضيح والبيان ، وبهذا يكون الشيخ الطوسي ، قد منح قارئ التبيان اوسع فرصةٍ للاستفادة من المفردة القرآنية من خلال ربطها بغيرها ، فتتكامل الصورة عن الكلمة ومشتقاتها ، ومايقرب منها فى الذهن مع شد القارئ لاستحضار العديد من الآيات القرآنية ، والتي من شانها ان تخلق في ذهنه نوعاً من المران ، يستطيع من خلالها ان يربط بين المتشابه في الالفاظ القرآنية ، ويخلق منها وحدة متكاملة ، لاشباع الموضوع واغنائه ، وهو اسلوبٌ عملي عال لايستبعد ان يكون الشيخ الطوسي هادفاً لخلقه ، سيّما وانّه قد مارس طريقة الحوار ردحاً من الزمن ، واعطته المناظرات العقائدية المستمرة مع علماء عصره مثل هذه


[١] البقرة ( ٢ ) الآية ٢٠٢.

[٢] النبا ( ٧٨ ) الآية ٣٦.

[٣] الكهف ( ١٨ ) الآية ٤١.

[٤] البقرة ( ٢ ) الآية ٢١٢.

[٥] الرحمن ( ٥٥ ) الآية ٥.

[٦] انظر التبيان ، ج ٢ ، ص ١٧٤.

نام کتاب : الشيخ الطوسي مفسراً نویسنده : خضير جعفر    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست