السماوات غير الأفلاك ، لأنّ الأفلاك
تتحرك وتدور ، وأما السماوات لاتتحرك ولاتدورلقوله تعالى : (إنّ الله يُمْسِكُ السماواتِ والأرضَ أنْ تَزُولا) وهذا لبس ، لأنّه يمتنع أن تكون السماوات هي الأفلاك ، وإن
كانت متحركة ، لأنّ قوله تعالى : (يُمْسِكُ
السماواتِ والأرضَ أنْ تَزُولا) معناه
لاتزول عن مراكزها التي تدور عليها ، ولولا إمساكها لهوت...؟ بما فيها من الإعمالات
سفلاً [٢].
مثال ثالث :
لم يستبعد الشيخ الطوسي فكرة نشوء
السحاب من تبخر مياه الأرض ، ويتضح ذلك من تفسيره لقوله تعالى :
(... وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ
السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
... )[٣] فقال في معرض طرحه لآراء المفسرين :
فإنْ قيل : هل السحاب بخارات تصعد من
الأرض؟
قلنا : ذلك جائز لايقطع به ، ولامانع
أيضاً من صحته من دليل عقل. [٤]
٦ ـ موقف الشيخ الطوسي
من عقائد الإماميّة
استطاع الشيخ الطوسي أنْ يدعم مذهبه الإمامي
بكل ما أُوتي من حولٍ وقوّةٍ وقدرةٍ علمية ومنهجٍ عقلي رصينٍ مستفيداً من آيات الكتاب
العزيز لبيان صواب وجهات النظر