في ( البيان )
والسيد الطباطبائي في ( الميزان ). ومن المعلوم عدم جواز الإستناد إلى هكذا روايات
في أيّ مسألة من المسائل ، فكيف بمثل هذه المسألة الاصولية الإعتقادية؟!
والثاني
: الروايات الواردة عن رجال ثقات
وبأسانيد لا مجال للخدش فيها.
ولكن هذا القسم يمكن تقسيمه إلى طائفتين
:
الاولى : ما يمكن حمله وتأويله على بعض
الوجوه ، بحيث يرتفع التنافي بينها وبين الروايات والأدلّة الاخرى القائمة على عدم
التحريف.
والثانية : ما لا يمكن حمله وتوجيهه.
وبهذا الترتيب يتّضح لنا أنّ ما روي من
جهة الشيعة بنقصان آي القرآن قليل جداً ، لانّ المفروض خروج الضعيف سنداً والمؤوّل
دلالة عن دائرة البحث.
إنّها مصادمة للضرورة
وأوّل ما في هذه الروايات القليلة أنّها
مصادمة للضرورة ، ففي كلمات عدّة من أئمة الإمامية دعوى الضرورة على كون القرآن
مجموعاً على عهد النبّوة ، فقد قال السيد المرتضى : « إنّ العلم بصحة نقل القرآن
كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب
المسطورة ... إنّ العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحّة نقله كالعلم بجملته ، وجرى
ذلك مجرى ما علم ضرورة » [١].
وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء : « لا
عبرة بالنادر ، وما ورد
[١] المسائل
الطرابلسيات ، نقلاً عن مجمع البيان للطبرسي ١ : ١٥.