فقال : هو كلام الله ، وقول الله ،
وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي ( لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) » [١].
(٣)
قول عمر بن خطاب : حسبنا كتاب الله
ومن الرزايا العظيمة والكوارث الفادحة
التي قصمت ظهر المسلمين وأدّت إلى ضلال أكثرهم عن الهدى الذي أراده لهم الله
ورسوله ، ذلك الخلاف الذي حدث عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وفي اللحظات الأخيرة من عمره الشريف ، بين صحابته الحاضرين عنده في تلك الحال.
ومجمل القضية هو : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما حضرته الوفاة وعنده رجال من صحابته
ـ فيهم عمر بن الخطاب ـ قال : هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ، وفي لفظ آخر :
إئتوني بالكتف والدواة ـ أو : اللوح والدواة ـ أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده
أبداً.
فقال عمر : إنّ النبي قد غلب عليه الوجع
[٢] ، وعندكم
القرآن ، حسبنا كتاب الله.
وفي لفظ آخر : فقالوا : إنّ رسول الله
يهجر. ـ من دون تصريح
[١] قال سيدنا شرف
الدين : « وقد تصرّفوا فيه : فنقوله بالمعنى ، لأنّ لفظه الثابت : إنّ النبي يهجر.
لكنهم ذكروا أنّه قال : إنّ النبي قد غلب عليه الوجع ، تهذيباً للعبارة ، واتقاء
فظاعتها ... » النصّ والإجتهاد : ١٤٣.