قال ابن الجوزي : « إنّ اشتغالهم بشواذّ
الحديث شغلهم عن القرآن ... إن عبدالله بن عمر بن أبان مشكدانة قرأ عليهم في
التفسير : ( ويعوق وبشراً ) فقيل له : ( ونسراً ) فقال : هي منقوطة من فوق فقيل له
: النقط غلط. قال : فارجع إلى الأصل.
قال الدار قطني : سمعت أحمد بن عبيدالله
المنادي يقول : كنّا في دهليز عثمان ابن أبي شبية فخرج إلينا فقال : ( ن والقلم ) في أيّ سورة هو؟
قال : وأمّا بيان إعراضهم عن الفقه
شغلاً بشواذّ الأحاديث ، فقد رويت عنهم عجائب ... وقفت امرأة على مجلس في يحيى بن
معين وأبو خيثمة وخلف ابن سالم في جماعة يتذاكرون الحديث ، فسمعتهم يقولون : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورواه
فلان ، وما حدّث به غير فلان ، فسألتهم المرأة عن الحائض تغسل الموتى ـ وكانت
غاسلة ـ؟ فلم يجبها أحد منهم ، وجعل بعضهم ينظر إلى بعض ، فأقبل أبو ثور فقالوا
لها : عليك بالمقبل ، فالتفتت إليه فسألته فقال : نعم تغسل الميت بحديث عائشة :
إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لها :
حيضك ليست في يدك ، ولقولها : كنت أفرق رأس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالماء وأنا خائض ، قال أبو ثور : فإذا
فرقت رأس الحيّ فالميّت أولى به ، فقالوا : نعم ، رواه فلان وحدّثنا فلان ؛ وخاضوا
في الطرق ، فقالت المرأة : فأين