رجل يعرف بابن شنبوذ
، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف ممّا يروي عن عبدالله بن
مسعود وابيّ بن كعب وغيرهما ، ممّا كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمع عثمان بن
عفّان ، ويتتبّع الشواذّ فيقرأ بها ويجادل ، حتى عظم أمره وفحش وأنكره الناس ، فوجّه
السلطان فقبض عليه ... وأحضر القضاة والفقهاء والقرّاء ... وأشاروا بعقوبته
ومعاملته بما يضطرّه إلى الرجوع ، فأمر بتجريده وإقامته بن الهبازين وضربه بالدرّة
على قفاه ، فضرب نحو العشرة ضرباً شديداً ، فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع
والتوبة ، فخلّي عنه واعيدت عليه ثيابه واستتيب ، وكتب عليه كتاب بتوبته واخذ فيه
خطّه بالتوبة » [١].
نكتفي بهذا القدر من قضية هذا الرجل وما
لاقاه من السطان بأمر الفقهاء ، والقضاة ..!! ونتساءل : أهكذا يفعل بمن تبع
الصحابة في إصرارهم على قراءتهم حسبما يروي أهل السنّة عنهم في أصحّ أسفارهم؟!
كلمة لابدّ منها :
وهنا كلمة قصيرة لابدّ منها وهي : أنّ
شيئاً من هذا السفاسف التي رواها القوم عن صحابتهم ـ الّذين يعتقدون بهم ـ بأصحّ
أسانيدهم ، فاضطرّوا إلى حملها على النسخ ، ظنّاً منهم بأنّه طريق الجمع بين صيانة
القرآن عن التحريف وصيانة الصحاح ورجالها وسائر علمائهم ومحّثيهم عن رواية
الأباطيل ... ـ غير منقول عن مولانا وسيّدنا الإمام أمير المؤمنين
[١] تاريخ بغداد ١ :
٢٨٠ ، وفيات الأعيان ٣ : ٣٢٦ ، وقد ذكر ابن شامة القصة في المرشد الوجيز : ١٨٧
وكأنّه يستنكر ما قوبل به الرجل ..!!