وعلى ذلك حمل أبو شامة [١] وكذا الطحاوي ، قال : « لكنّ عمر لم
يقف على النسخ فقال ما قال ، ووقف على ذلك غيره من الأصحاب ، فكان من علم شيئاً
أولى ممّن لم يعلمه ، وكان علم أبي بكر وعثمان وعلي بخروج آية الرجم من القرآن
ونسخها من أولى من ذهاب ذلك على عمر » [٢].
قال السيوطي : « وأمثلة هذا الضرب كثيرة
» ثمّ حمل عليه قول ابن عمر : « لا يقولنّ ...» وما روي عن عائشة في سورة الأحزاب
، وما روي عن أبيّ وغيره من سورة الخلع والحفد [٣].
وفي ( المحلّى ) بعد أن روى قال أبيّ في
عدد آيات سورة الأحزاب : « هذا إسناد صحيح كالشمس لا مغمز فيه » قال : « ولو لم
ينسخ لفظها لأقرأها اُبَيّ بن كعب زرّاً بلا شكّ ، ولكنّه أخبره بأنّها كانت تعدل
سورة البقرة ولم يقل له : إنّها تعدل الآن ، فصحّ نسخ لفظها » [٤].
ومثّلوا للثاني بآية الرّضاع عن عائشة :
« كان ممّا انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرّمن ثمّ نسخن بخمس رضعات يحرّمن ،
فتوفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهنّ ممّا يقرأ من القرآن ». رواه الشيخان. وقد تكلّموا في قولها : « وهنّ ممّا
يقرأ » فإنّ ظاهره بقاء التلاوة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وليس كذلك .. وقد تقدّم بعض الكلام فيه ... قال مكّي : « هذا المثال فيه المنسوخ
غير متلوّ ،