ثمّ إنّه نسب تارة إلى « الإباضية »
واخرى إلى « الصفرية » وثالثة إلى « نجدة الحروري » وكأنّه كان كلّما جاء فرقة جعل
نفسه منهم طمعاً في دنياهم ... قالوا : وقد طلبه والي المدينة فتغيّب عند داود بن
الحصين حتى مات عنده.
٣ ـ إنّه كان كذّاباً :
كذب على ابن عبّاس ، وقد أوثقه علي بن
عبدالله بن العبّاس على باب كنيف الدار فقيل له : أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال : إنّ
هذا يكذب على أبي.
وعن سعيد بن المسيّب أنّه قال لمولاه :
يا برد ، إيّاك أن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عبّاس.
وعن القاسم : إنّ عكرمة كذّاب ، يحدّث
غدوة ويخالفة عشيّة.
وقال ابن عمر لنافع : إتّق الله ـ ويحك
يا نافع ـ لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس.
وعن ابن سيرين ويحيى بن معين ومالك بن
أنس : كذّاب.
وعن ابن ذويب : رأيت عكرمة مولى ابن
عبّاس وكان غير ثقة.
وقال طاوس : لو أنّ عبد ابن عبّاس إتّقى
الله وأمسك عن بعض حديثه لشدّت إليه المطايا.
وقد اشتهر تكذيب الناس إيّاه وطعنهم فيه
حتى أنه كان يقول : « هؤلاء يكذّبون من خلفي ، أفلا يكذّبوني في وجهي » [١].
[١] حاول ابن حجر
العسقلاني [ مقدّمة فتح الباري : ٤٢٧ ] توجيه الكلام ، ولكن لا ينفعه ذلك ، فحال
عكرمة تشبه حال أبي هريرة الذي قال للناس :