وذلك : لأنها مخرّجة في الكتب الستّة
المعروفة بـ ( الصحاح ) عندهم ، والتي ذهب جمهورهم إلى أنّ جميع ما اخرج فيها
مقطوع بصدوره عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لا سيمّا كتابي البخاري ومسلم بن الحجّاج النيسابوري ، هذين الكتابين الملقّبين
بـ « الصحيحين » والمبرّأين عندهم من كلّ شين ، فهي في هذه الكتب ، وفي كتبٍ أخرى
تليها في الإعتبار والعظمة يطلقون عليها اسمها « الصحيح » واخرى يسمّونها بـ «
المسانيد ».
الفصل الأول
أحاديث
التحريف في كتب السنّة
قد ذكرنا أنّ المعروف من مذهب أهل
السنّة هو موافقة الشيعة الإثني عشرية في القول بصيانة القرآن الكريم من التحريف ،
فيكون هذا القول هو المتّفق عليه بين المسلمين.
بل نقل ابن حجر العسقلاني ـ وهو من كبار
حفّاظ أهل السنّة ومن أشهر علمائهم المحقّقين في مختلف العلوم ـ أنّ الشريف
المرتضى الموسوي ـ وهو أحد أعاظم علماء الشيعة وأئمّتهم في مختلف العلوم كذلك ـ
كان يكفّر من يقول بنقصان القرآن.
وإذا كان المعروف من مذهب أهل السنّة
ذلك ، فمن اللازم أن يكونوا قد تأوّلوا أو أعرضوا عمّا جاء في كتبهم من الأحاديث
الصريحة بوقوع التحريف وغيره من وجوه الإختلاف في القرآن الكريم ، عن جماعة كبيرة
من أعيان الصحابة وكبار التابعين ومشاهير العلماء والمحدّثين.
والواقع أنّ تلك الأحاديث موجودة في
أهمّ أسفار القوم ، وإن شقّ الإعتراف بذلك على بعض كتّابهم ، وهي كثيرة ـ كما
اعترف