وقال السيّد حسين مكي العاملي : « ولأجل
ما هي عليه من الضعف وندرتها وشذوذها وغرابتها مضموناً جعلها الإمام الكليني من الأخبار
الشاذّة النادرة ، فسطرها تحت عنوان ( باب النوادر ). وهذا دليل على أنّه خدش في
هذه الأخبار وطعن فيها ولم يعتبرها ، إذ لم يغب عن ذهنه ـ وهو من أكابر أئمة
الحديث ـ ما هو معنى النادر الشاذ لغة وفي اصطلاح أهل الحديث.
فالحديث الشاذ النادر عندنا ، معشر الإمامية
الإثني عشرية ، هو الحديث الذي لا يؤخذ به ، إذا عارضه غيره من الروايات المشهورة
بين أهل الحديث أو خالف مضموناً ، كتاباً أو سنّة متواترة أو حديثاً مشهوراً بين
أهل الحيدث ... ».
قال : « وأما البحث في حكم النادر الشاذ
من الأحاديث فهو : أنّه إذا خالف الكتاب والسنّة أو كان صحيحاً في نفسه ، ولكنه
معارض برواية أشهر بين الرواة لا يعمل به ، كما قرره علماؤنا ... » [١].
خاتمة الباب الأول
لقد استعرضنا في الباب الأول كلّ ما
يتعلق بـ « الشيعة والتحريف » ، حيث ذكرنا كلمات أعلام الشيعة في نفي التحريف ،
وأدلّتهم على ما ذهبوا إليه من الكتاب والسنّة والإجماع وغيرها ، وأجوبتهم عن
الروايات الواردة في كتبهم المفيدة بظاهرها لنقصان القرآن ، وعن الشبهات التي قد
تثار حوله على ضوء تلك الروايات.
[١] عقيدة الشيعة في
الإمام الصادق عليهالسلام
: ١٦٥.