روى في كتابه المذكور ما يفيد التحريف ،
ومن ذلك ما رواه في احتجاجات سيّدنا أمير المؤمنين عليهالسلام
مع المهاجرين والأنصار ، المتضمن مخالفة مصحفه الذي جمعه مع المصحف الذي اتخذوه ،
وقد أشرنا إلى ذلك في الكلام على الشبهة الثانية.
وكتاب ( الاحتجاج ) وإن كان من الكتب
الجليلة إلاّ أن أكثر أخباره مراسيل كما صرّح بذلك الشيخ المجلسي في مقدمة (
البحار ) ، والشيخ الطّهراني في ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ).
وعلى هذا ، فلا يصلح ما رواه في هذا
الباب للإعتماد ، ولا دليل على أن ينسب إليه هذا الإعتقاد ، وإن جاء في كلام بعض
علمائنا الأمجاد.
السيد البحراني
٦ ـ السيّد هاشم البحراني ، من مشاهير
محدّثي الإمامية ، وكان على جانب عظيم من الجلالة ، يضرب به المثل في الورع
والتقوى ، وله تصانيف كثيرة ، منها ( البرهان في تفسير القرآن ) ، توفي سنة ١١٠٧ [١].
روى هذا المحدّث الجليل في كتابه
المذكور طائفة من الأخبار الظاهرة في نقصان القرآن عن العياشي وأمثاله ، لكن
تفسيره المذكور يشتمل على أنواع الأخبار وأقسامها ، وكأنّه ـ رحمه الله ـ قصد من
تصنيفه جمع الروايات الواردة في تفسير الآيات ووضع كلّ حديثٍ في ذيل الآية التي
يناسبها ، بل كانت هذه طريقته في جميع كتبه ، فقد قال المحدّث البحراني ما نصه : «
وقد صنّف كتباً عديدة تشهد بشدة تتبعه وإطلاعه ،
[١] انظر : لؤلؤة
البحرين : ٦٣ ، أمل الآمل ٢ : ٣٤١ ، الكنى والألقاب ٣ : ٩٣.