الحياء تغيّر وانكسار يعتري الاِنسان من تخوّف مايعاب به ويُذمّ، يقال:
فلان يستحي أن يفعل كذا، أي أنّ نفسه تنقبض عن فعله.
فعلى هذا فالحياء من مقولة الانفعال، فكيف يمكن نسبته إلى الله سبحانه
مع أنّه لا يجوز عليه التغيّر والخوف والذم؟
الجواب: إنّ إسناد الحياء كإسناد الغضب والرضا إلى الله سبحانه، فإنّها
جميعاً تسند إلى الله سبحانه متجردة عن آثار المادة، ويوَخذ بنتائجها، وقد
اشتهر قولهم: "خذوا الغايات واتركوا المبادىَ" فالحياء يصدُّ الاِنسان عن إبراز ما