المعلوم انّ فرعون لم يتخذه لتلك الغاية وإنّما اتخذه ليكون ولداً له، كما في قول
امرأته: (لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُون )[1] و لكن
ترتبت تلك النتيجة على عملهم شاءوا أم أبوا .
وهكذا المقام حيث أخذت الطائفتان أي الذين في قلوبهم مرض
والكافرين بالاستهزاء، وقالوا: (ماذا أراد الله بهذا مثلاً ) .
وقد فسر قوله: (الّذين في قلوبهم مرض ) بالمنافقين، كما فسروا
الكافرين بالمتظاهرين بالكفر من المشركين، غير انّ هنا سوَال، و هو انّ السورة
مكية ولم تكن هناك ظاهرة النفاق و إنّما بدأت بالمدينة.
ولكن لا دليل على عدم وجود النفاق بمكة، إذ ليس الخوف سبباً منحصراً
للنفاق، فهناك علل أُخرى وهي الاِيمان لاَجل العصبية والحميّة أو غير ذلك.
يقول العلاّمة الطباطبائي: لا دليل على انتفاء سبب النفاق في جميع من آمن
بالنبي بمكة قبل الهجرة وقد نقل عن بعضهم انّه آمن ثمّ رجع أو آمن عن ريب
ثمّ صلح.