إنّ إحدى الاَساليب التربوية هي عرض نماذج واقعية لمن بلغ القمة في
مكارم الاَخلاق وجلائلها أو سقط في حضيض مساوىَ الاَخلاق، والقرآن في
هذه الآية يعرض زوجتين من زوجات الاَنبياء ابتليتا بالنفاق والخيانة ولم
ينفعهما قربهما من أنبياء الله .
ثمّ إنّ الحافز لهذا التمثيل هو التنديد بزوجتي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) اللّتين اشتركتا
في إفشاء سره، والغرض هو إيقافهما على أنّهما لا تنجوان من العذاب لمجرد
مكانتهما من الرسول كما لم ينفع زوجة نوح و لوط، فواجهتا العذاب الاَليم.
يذكر سبحانه في هذه الصورة قصة إفشاء سرّ النبي بواسطة بعض أزواجه
يقول: (وَإِذْ أَسَـرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَديثاً فَلَمّـا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ)