وهناك محاولة تروم إلى أنّ القصص القرآنية كلّها من هذا القبيل أي رمز
لحقائق علوية دون أن يكون لها واقعية وراء الذهن، وبذلك يفسرون قصة آدم
مع الشيطان، وغلبة الشيطان عليه، أو قصة هابيل وقابيل وقتل قابيل أخاه، أو
تكلم النملة مع سليمان (عليه السلام) ، وغيرها من القصص، وهذه المحاولة تضادّ صريح
القرآن الكريم، فانّه يصرّح بأنّها قصص تحكى عن حقائق غيبيّة لم يكن يعرفها
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا غيره، قال سبحانه: (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاَُولى الاََلْبابِ ما
كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَىءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لِقَوْمٍ يُوَْمِنُون ). [1]
فالآية صريحة في أنّ ما جاء في القصص ليس أمراً مفترىً، إلى غير ذلك
من الآيات الدالّة على أنّ القرآن بأجمعه هو الحقّ الذي لا يدانيه الباطل.
والقصص الواردة في أحوال الاَُمم الغابرة التي يعبر عنها بقصص القرآن ،
هي تشبيه مصرّح، وتشبيه كامن والغاية هي أخذ العبرة.
3. التمثيل الطبيعي: وهو عبارة عن تشبيه غير الملموس بالملموس،
والمتوهم بالمشاهد، شريطة أن يكون المشبه به من الاَُمور التكوينية، قال
سبحانه: (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الاََرْضِ
)