كان التمثيل السابق يبيّن موقف الآلهة الكاذبة بالنسبة إلى العبادة
والخضوع وموقفه تبارك و تعالى حيالها، ولكن هذا التمثيل جاء لبيان موقف
عبدة الاَصنام والمشركين وموقف الموَمنين والصادقين، فيشبّه الاَوّل بالعبد
الاَبكم الذي لا يقدر على شيء، ويشبّه الآخر بإنسان حرّ يأمر بالعدل وهو على
صراط مستقيم.
نفترض عبداً رِقاً له هذه الصفات :
أ: أبكم لا ينطق وبالطبع لا يسمع لما في الملازمة بين البكم وعدم
السماع، بل الاَوّل نتيجة الثاني، فإذا عطل جهاز السمع يسري العطل إلى اللسان
أيضاً، لاَنّه إذا فقد السمع فليس بمقدوره أن يتعلم اللغة.
ب: عاجز لا يقدر على شيء، ولو قلنا بإطلاق هذا القيد فهو أيضاً لا