تقدم الظرف في قوله: (لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ) لاَجل إفادة الحصر، ويوَيّده ما
بعده من نفي الدعوة عن غيره.
كما أنّ إضافة الدعوة إلى الحقّ من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة، أي
الدعوة الحقّة له ، لاَنّ الدعوة عبارة عن توجيه نظر المدعو إلى الداعي، والاِجابة
عبارة عن إقبال المدعو إليه، وكلا الاَمرين يختصان بالله عزّ اسمه. وأمّا غيره فلا
يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ـ وعند ذاك ـ كيف يمكن
أن يجيب دعوة الداعي.
فالنتيجة انّ الدعوة الحقّة التي تستعقبها الاِجابة هي لله تبارك و تعالى،
فهو حي لا يموت، ومريد غير مكره، قادر على كلّ شيء، غني عمّن سواه.