يصوّر سبحانه الكافر كالاَعمى والاَصم، والموَمن بالبصيروالسميع، ثمّ
ينفي التسوية بينهما ـ كما هو معلوم ـ غير انّ هذا التمثيل يستقي مما وصف به
سبحانه كلا الفريقين بأوصاف خاصة.
فقال في حقّ الكافر: (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُون ). [2]
والمراد كان لهم أسماعاً وأبصاراً ولكنّهم لم يكونوا يستخدمونها في
سماع الآيات وروَية الحقائق، فنفي الاستطاعة كناية عن عدم استخدام الاَسماع،
كما أنّ نفى الاَبصار كناية عنه.
ثمّ إنّه سبحانه وصف الموَمن في الآية التالية بأوصاف ثلاثة: