و"الطلّ": المطر الخفيف، يقال: أطلّت السماء فهي مطلِّة. وروضة طلّة
ندية.
شبّه سبحانه في التمثيل السابق عمل المانِّ والموَذي بعد الاِنفاقب
والمرائى بعمله بالاَرض الصلبة التي عليها تراب يصيبها مطر غزير يكتسح
التراب فلا يظهر إلاّ سطح الحجر لخشونته وصلابته، على عكس التمثيل في
هذه الآية حيث إنّها تشبّه عمل المنفق لمرضاة الله تبارك و تعالى بجنة خضراء
يانعة تقع على أرض مرتفعة خصبة تستقبل النسيم الطلق و المطر الكثير النافع،
وقيّد المشبه به ببستان مرتفع عن الاَرض، لاَنّ تأثير الشمس والهواء فيه أكمل
فيكون أحسن منظراً وأذكى ثمراً، أمّا الاَماكن المنخفضة التي لا تصيبها الشمس
في الغالب إلاّ قليلاً فلا تكون كذلك .