نام کتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل نویسنده : الطباطبائي، السيد علي جلد : 8 صفحه : 179
في ترجمة محمد بن
إسماعيل بن بزيع عن مولانا الرضا 7 : « إنّ لله تعالى بأبواب الظلمة من نوّر الله تعالى به
البرهان ، ومكّن له في البلاد ، ليدفع عن أوليائه ، ويصلح الله تعالى به أُمور
المسلمين ، لأنّهم صلحاء المؤمنين » إلى أن قال : « أُولئك المؤمنون حقّا ، أُولئك
أُمناء الله تعالى في أرضه ، أُولئك نور الله تعالى في رعيّتهم يوم القيامة ،
ويزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الزهرية لأهل الأرض ، أُولئك من نورهم
نور يوم القيامة يضيء منهم القيامة ، خُلِقوا والله للجنة وخُلِقَت الجنة لهم ،
فهنيئاً لهم ، ما على أحدكم أن لو شاء لنال هذا كلّه » قال : قلت : بماذا جعلني
الله فداك؟ قال : « يكون معهم فيسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا ، فكن
منهم يا محمّد ». ولقد جمع بينهما بعض الأصحاب بحمل الأوّلة على الداخل معهم لحبّ
الدنيا والرياسة ، مازجاً ذلك بفعل الطاعات وقضاء حوائج المؤمنين وفعل الخيرات ،
والثانية على الداخل لا لذلك ، بل لمجرّد ما ذكر من الطاعات [1].
وهو جمع حسن ، وإن
أبى عنه بعض ما مرّ من الروايات.
ثم لو قلنا
باختصاص تحريم الإعانة بالأُمور المحرّمة فلا ريب في انسحاب الحكم في معونة مطلق
العصاة الظلمة ، حتّى الظالم لنفسه بعصيانه مع حرمانه عن الرئاسة وخذلانه.
وإن قلنا بالعموم
ولو في نحو المباحات فالظاهر من النصوص سياقاً اختصاص الحكم بمعونة الظلمة من أهل
السنّة ، فلا يحرم إعانة سلاطين