واعلم أن علة العطاس هي ان الله تبارك
وتعالى إذا أنعم على عبد بنعمة ، فنسي أن يشكر عليها ، سلّط عليه ريحاً تدور في بدنه ، فيخرج من خياشيمه ، فيحمد
الله على تلك العطسة ، فيجعل ذلك الحمد شكراً لتلك النعمة.
وما عطس عاطس إلا هضم له طعامه ، أو
تجشأ [١] الا مرئ
طعامه.
فإذا عطست فاجعل سبابتك على قصبه أنفك ،
ثم قال : الحمدلله رب العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله وسلم ، رَغِمَ أنفي لله داخراً صاغراً غير
مستنكف ولا مستكبر [٢].
فإنه من قال هذه الكلمات عند عطسه ، خرج من أنفه دابة أكبر من البق وأصغر
من الذباب ، فلا يزال في الهواء إلى أن يصير تحت العرش ، وتسبح لصاحبها إلى
يوم القيامة.
فإذا عطس أخوك فسمته ، وقل : يرحمك
الله. وإذا سمتك أخوك فرد عليه وقل : يغفر الله لنا ولك. هذا إذا عطس مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، فإذا زاد على ثلاث
، فقل : شفاك الله [٣].
فإن ذلك من علة وداء في رأسه ودماغه.
ومن عطس ولم يسمت ، سمته سبعون ألف ملك
فسمت أخاك إذا سمعته يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ، فإن لم تسمع ذلك منه فلا تسمته.
وإذا سمعت عطسةً فاحمد الله ، وإن كنت
في صلاتك ، أو كان بينك وبين
[١] في نسخة « ض » : « يخشى » ولم ترد نسخة « ش » وما أثبتناه من البحار ٧٦ : ٥٥ / ١٣.