أروي عن العالم عليه السلام ، أنه قال :
كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة الى النار [١].
ونروي : أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً
، فيحب عليه ويبغض [٢].
ونروي : أنه كان في الزمان الأول رجل
يطلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان ـ عليه اللعنة ـ فقال
له : ألا أدلك على شيء يكثر دنياك ، ويعلو
ذكرك به ؟ فقال نعم ، قال : تبتدع ديناً وتدعو الناس إليه ، ففعل فاستجاب
له خلق كثير ، وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا أمراً عظيماً ثم انه فكر يوماً
فقال : ابتدعت
ديناً ودعوت الناس إليه ، ما أدري ألي التوبة أم لا ، إلا أن أرد من دعوته
عند فجعل يأتي
أصحابه فيقول : أنا الذي دعوتكم إلى الباطل ، وإلى بدعة وكذب ، فجعلوا
يقولون له :
كذبت ، لا بل إلى الحق دعوتنا ، ونحن غير راجعين عما نحن عليه ، ولكنك شككت
في دينك فرجعت عنه ، فلما رأى أن القوم قد تداخلهم الخذلة ، عمد إلى سلسلة
وأوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه ، ثم قال : لا أحلها حتى يتوب الله عليّ
ـ وروي : أنه ثقب
ترقوته وأدخلها فيها ـ فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان : قل لفلان :
لو دعوتني حتى تسقط أو صالك ما استجيب لك ، ولاغفرت لك ، حتى ترد الناس عما
دعوت إليه [٣].
ونروي : من رد صاحب بدعة عن بدعته ، فهو
سبيل من سبيل الله.
وأروي عن العالم عليه السلام : من دعا
الناس إلى نفسه ، وفيهم من هو أعلم
[١] الكافي ١ : ٤٥ / ٨ و ٤٦ / ١٢ ، عقاب الأعمال : ٣٠٧ / ٢.