أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : إنما
هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصي ، ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك [١].
إن الله جل وعلا بعث ملكين إلى مدينة
ليقلباها على أهلها ، فلما انتهيا إليها وجدا رجلاً يدعو الله ويتضرع اليه ،
فقال أحدهما لصاحبه : أما ترى هذا الرجل الداعي ؟ فقال له : رأيته ، ولكن
أمضي الى ما أمرني به ربي ، فقال الآخر : ولكني لا أحدث شيئاً حتى أرجع ،
فعاد إلى ربه فقال : يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت
عبدك فلاناً يدعو ويتضرع إليك ، فقال عزوجل : إمض لما أمرتك ، فإن ذلك رجل
لم يتغير وجهه غضباً لي قط [٢].
وأروي : أن رجلاً سأل العالم عليه
السلام عن قول الله عزوجل : (قُوا
أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)[٣]
قال : يأمرهم بما أمرهم الله ، وينهاهم عما نهاهم ، فإن اطاعوا كان قد وقاهم ، وإن عصوه كان قد قضى ما عليه [٤].
وروي : أن أمير المؤمنين عليه السلام كان
يخطب ، فعارضه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين حدثنا عن ميت الأحياء فقطع
الخطبة ثم قال : « منكر للمنكر بقلبه
ولسانه ويديه ، فخلال الخير حصلها كلها ، ومنكر للمنكر بقلبه ( ولسانه تارك
له بيده ، فخصلتان من خصال الخير حاز ، ومنكر للمنكر بقلبه ) [٥] وتارك بلسانه ويده ، فخلة من