فقال : أجبر هو الكره ، فالله ـ تبارك
وتعالى ـ لم يُكره على معصيته ، وإنما لجبر أن يجبر الرجل على ما يَكْره
وعلى ما لا يشتهي ، كالرجل يغلب على أن يضرب أو يقطع يده ، أو يؤخذ ماله ،
أو يغضب على حرمته ، أو من كانت له قوة ومنعة فقهر ، وأما
من أتى إلى أمر طائعاً محباً له ، يعطي عليه ماله لينال شهوة ، فليس ذلك
بجبر ، إنما
الجبر من أكرهه عليه ، أو أغضبه حتى فعل ما لا يريد ولا يشتهيه ، وذلك أن
الله ـ تبارك تعالى ـ لم يجعل له هوى ولا شهوة ولا محبة ولا مشيئة ، إلا
فيما علم أن كان منهم ،
وإنما يجزون في علمه وقضائه وقدره ، على الذي في علمه وكتابة السابق فيهم
قبل خلقهم ، الذي علم أنه غير كائن منهم ، هو الذي لم يجعل لهم فيه شهوة
ولا إرادة.
وأروي عن العالم عليه السلام ، أنه قال
: منزلة بين منزلتين في المعاصي وسائر الأشياء ، فالله ـ جل وعز ـ الفاعل لها ، والقاضي ، والمقدر ، والمدبر.
وقد أروي أنه قال : لا يكون المؤمن
مؤمنا حقاً ، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن