سلوا ربكم العافية في الدنيا والآخرة ، فإنه
أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : إنه الملك الخفي ، إذا حضرت لم يؤبه بها ، وإن غابت عرف فضلها.
واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة
منه لمناجاته ، وساعة لامر المعاش ، وساعة لمعاشر الإخوان الثقات ، والذين
يعرقونكم عيوبكم ، ويخلصون لكم في الباطن ، وساعة تخلون فيها للذاتكم ،
وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات.
لا تحدثوا أنفسكم بالفقر ولا بطول العمر
، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل ، ومن حدثها بطول العمر حرص.
إجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا ، بإعطائها
ما تشتهي من الحلال ومالم ينل المروة ولا سرف فيه ، واستعينوا بذلك على أمور الدين.
فإنه نروي : ليس منا من ترك دنياه لدينه
، ودينه لدنياه [١].
تفقهوا في دين الله ، ليس ، فإنه أروي :
من لم يتفقه في دينه ، ما يخطئ أكثر مما يصيب ، فإن الفقه مفتاح البصيره ، وتمام العبادة ، والسبب إلى المنازل الرفيعة ، وخاص
المرء بالمرتبة الجليلة ، في الدين والدنيا.
وفضل الفقيه على العباد كفضل الشمس على
الكواكب ، ومن لم يتفقه في دينه لم يزك الله له عملاً.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : لو
وجدت شاباً من شبان الشيعة لايتفقه ، لضربته ضربة بالسيف. وروى غيري : عشرون سوطاً.
[١] الفقيه ٣ : ٩٤ / ٣٥٥ وفيه بدل كلمة الدين الآخرة. من « ليس منا ... ».