عليك بطاعة الأب وبره ، والتواضع
والخضوع والإعظام والإكرام له ، وخفض الصوت بحضرته ، فإن الأب أصل الإبن
والإبن فرعه ، لولاه لم يكن ، بقدرة الله ابذلوا لهم الأموال والجاه والنفس
[١].
وقد أروي : أنت ومالك لأبيك ، فجعلت له
النفس والمال.
تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبر
، وبعد الموت بالدعاء لهم والرحم عليهم.
فإنه روي أن من بر أباه في حياته ، ولم
يدع له بعد وفاته ، سماه الله عاقاً.
ومعلم الخير والدين يقوم مقام الأب ، ويجب
مثل الذي يجب له ، فاعرفوا حقه.
واعلم أن حق الاُم ألزم الحقوق وأوجبها
، لأنها حملت حيث لا يحمل أحد أحداً ، ووقت بالمسع والبصر وجميع الجوارح ،
مسرورة مستبشرة بذلك ، فحملته بما فيه
من المكروه والذي لا يصبر عليه أحد ، ورضيت بأن تجوع ويشبع ولدها ، وتظمأ
ويروى ، وتعرى ويكتسي ، ويظل وتضحى ، فليكن الشكر لها البر والرفق بها على
قدر ذلك ، وإن كنتم لا تطيقون بأدنى حقها إلا بعون الله [٢]
، وقد قرن الله وعزوجل حقها بحقه فقال (اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ)[٣].
وروي أن كل أعمال البر يبلغ العبد
الذروة منها ، إلا ثلاثة حقوق : حق رسول الله ، وحق الوالدين ، فاسأل الله العون على ذلك.
١
ـ ورد باختلاف في ألفاظه في الفقيه ٢ : ٣٧٨ ، وروضة الواعظين : ٣٦٧.
٢
ـ ورد باختلاف في ألفاظه في الفقيه ٢ : ٣٧٨ ، وروضة الواعظين : ٣٦٧. من « واعلم أن
حق الام ... ».