إعلم ـ يرحمك الله ـ أن الله تبارك
وتعالى لم يبح أكلاً ولا شرباً إلا لما فيه المنفعة والصلاح ، ولم يحرم إلا
مافيه الضرر والتلف والفساد ، فكل نافع مقوٍ للجسم
فيه قوة للبدن فحلال وكل مضر يذهب بالقوة أو قاتل فحرام ، مثل : السموم ،
والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، وذي ناب من السباع ، ومخلب من الطير ،
ومالا قانصة له
منها. ومثل : البيض اذا استوى طرفاه ، والسمك الذي لافلوس له ، فحرام كله
إلا عند الضرورة.
والعلة في تحريم الجري ـ وهو السلور [١] ـ وما جرى مجراه من سائر المسوخ البرية والبحرية ، مافيها من الضرر للجسم ، ( لأن الله تقدست آلاؤه ) [٢] مثل على صورها مسوخاً ، فأراد أن لايستخف بمثله.
والميتة تورث الكَلَبْ ، وموت الفجأة ، والآكلة.
والدم يقسي القلب ، ويورث الداء
الدبيلة.
والسموم قاتلة.
والخمر يورث فساد القلب ، ويسود الأسنان
، ويبخر الفم ، ويبعد من الله [٣]
، و يقرب من سخطه ، وهو من شراب إبليس. وقال : ( شارب الخمر ملعون ) [٤] شارب الخمر كعبدة الأوثان ، يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان. وسنذكر إن شاء الله تعالى في
[١] في نسخة « ض » : « وهو السنور ». ولم ترد في نسخة « ش ». وما أثبتناه من مستدرك
الوسائل ٣ : ٧٢.