ثم يجب عليه بالسنة الحج نافلة بقدر
اتساعه وصحة جسمه وقوته على السفر ، والذي فرض الله على عباده الحج والعمرة ـ لمن وجد طولاً ـ فقال (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ)[٢].
والحاج على ثلاثة أوجه : قارن ، ومفرد
للحج ، ومتمتع بالعمرة الى الحج.
ولايجوز لأهل مكة وحاضريها التمتع إلى
الحج ، وليس لهما إلا القران أو الإفراد ، لقول الله تبارك وتعالى : (فَمَن
تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ
ـ ثم قال جل وعزّ ـ ذَلِكَ
لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ)[٣] مكة ومن حولها على ثمانية وأربعين ميلاً ، ومن كان خارجاً من هذا الحد فلا يحج إلا متمتعاً بالعمرة
إلى الحج ، ولايقبل الله غيره منه [٤].
فإذا أردت الخروج إلى الحج ، فوفر شعرك
شهر ذي القعدة وعشرة من ذي الحجة ، واجمع أهلك وصلّ ركعتين ، ومجد [٥]
الله عزوجل ، وصلّ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وارفع يديك إلى الله وقل : اللهم اني
أستودعك اليوم ديني ومالي ونفسي وأهلي وولدي وجميع جيراني وإخواني المؤمنين الشاهد منا والغائب عنا.
فإذا خرجت فقل : بحول الله وقوته أخرج.
فإذا وضعت رجلك في الركاب ، فقل : بسم
الله وبالله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
فإذا استويت على راحلتك ، واستوى بك
محملك ، فقل : الحمد الله الذي ( هدانا إلى الإسلام ، ومنَّ علينا بالإيمان ، وعلّمنا القرآن ، ومنّ علينا بمحمد صلى الله
عليه وآله ، سبحان الذي ) [٦]
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنّا إلى ربنا لمنقلبون ، والحمدلله رب العالمين [٧].
وعليك بكثرة الإستغفار ، والتسبيح
والتهليل والتكبير ، والصلاة على محمد وآله ، و