نام کتاب : أحكام المرأة والاُسرة نویسنده : ام علي مشكور جلد : 1 صفحه : 166
من
يصوّر الجنين في الرحم
لو فكّرنا قليلاً في قدرة الله تعالى على
الإنشاء وكيف صوّرنا في الأرحام ، لارتقينا إلى مدارج الكمال.
والتفكّر من أفضل العبادات التي يثاب
الإنسان عليها ، ويعرج من خلالها إلى معارج المعرفة ، ويسبح في غمرات الربانيّين.
من الذي يصوّر الجنين في رحم أُمّه ؟
هذا السؤال حيّر عقول الفلاسفة والعظماء
، لا سيما ارسطو وتلامذته ومن كان قبلهم وبعدهم ، وقفوا لا يهتدون إلى شيء ولا
يجدون حلاً لهذا اللّغز العظيم ، والكلّ يبدي برأيه ويتحاور مع صاحبه كي يتوصّل
إلى الحلّ.
ولكنّ الجواب لا يتأتّى إلاّ على يد
منقذ البشرية ، الذي خاطبه خبر السماء يا محمد صلىاللهعليهوآله
: (إِنَّا خَلَقْنَا
الاِنسَانَ مِنْ نُطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً)[١].
والأمشاج : كناية عن اختلاط النطفة
وتداخلها ، فلا الطبيعة المحتاجة ولا كلّ ممكن يقوم بهذا الإنشاء ويصوّر هذا
المخلوق في الرحم.
قال البعض : إنّ الجنين يتصوّر بطبيعته
، وطبيعته هي التي تصوّره ، وبها يتكوّن وينمو ، وقد غفلوا أنَّ المصوَّر
والمصوِّر سيكونا شيئاً واحداً ، ولو أمكن ذلك لجاز أن