نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 8 صفحه : 78
الشيعة في ذلك اليوم
، هو ما اشتهر من أنّ الاِمامة للولد الاَكبر. وكان إسماعيل أكبرَ أولاده فكانت
أماني الشيعة معقودة علي هـ حسب الضابطة ـ صحّت أم لم تصح ، ولاَجل ذلك تركزت جهود
الاِمام الصادق عليهالسلام
على معالجة الوضع واجتثاث جذور تلك الشبهة و انّ الاِمامة لغيره ، فتراه تارة
ينصَّ على ذلك ، بقوله وكلامه ، وأُخرى بالاستشهاد على موت إسماعيل ، وأنّه قد
انتقل إلى رحمة اللّه ، ولن يصلحَ للقيادة والاِمامة.
وإليك نماذج توَيد النهج الثاني الذي
انتهجه الاِمام عليهالسلام
لتحقيق غرضه في إزالة تلك الشبهة ، وأمّا القسم الاَوّل أي النصوص على إمامة أخيه
فموكولة إلى محلّها [١]
١ ـ روى النعماني عن زرارة بن أعين ،
أنّه قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليهالسلام
وعند يمينه سيّدُ ولده موسى عليهالسلام
، وقُدّامه مرقد مغطى ، فقال لي : « يا زرارة ، جئني بداود بن كثير الرقي ، وحمران
، وأبي بصير ». ودخل عليه المفضل بن عمر ، فخرجت فأحضرت مَنْ أمرني بإحضاره ، ولم
يزل الناس يدخلون واحداً إثرَ واحد ، حتى صرنا في البيت ثلاثين رجلاً.
فلمّا حشد المجلس قال : « يا داودُ إكشف
لي عن وجه إسماعيل » ، فكشف عن وجهه فقال أبو عبد اللّه عليهالسلام : « يا داود أحيٌّ هو أم ميت؟ » قال
داود : يا مولايَ هو ميّت ، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل ، حتى أتى على آخر مَن في
المجلس ، وأنتهى عليهم بأسرهم وكلٌّ يقول : هو ميّت يا مولاي ، فقال : « اللهمّ
اشهد » ، ثمّ أمر بغَسْله وحنوطه ، وادراجه في أثوابه.
فلمّا فرغ منه قال للمفضل : « يا مفضّل
احسر عن وجهه » ، فحسَر عن وجهه ، فقال : « أحيٌّ هو أم ميّت؟ » فقال : ميّت ، قال
: « اللهم اشهد عليهم » ؛ ثمّحُمِل إلى قبره ، فلما وضع في لَحده قال : « يا مفضل
اكشف عن وجهه » وقال