نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 8 صفحه : 374
زالت الشبهة ، ولم
يبق إلاّالقليل.
وثانيهما
: أنّ النحلة عبارة عن آراء في الاَُصول
والعقائد أو في الفروع والاَحكام تكون سبباً لتمييز طائفة عن أُخرى ، وأمّا
الاتّفاق في عامة الاَُصول مع اختلاف في أمر واحد ، كالاعتقاد بإمامة عبد اللّه ،
فهذا مالا يبرر عدّ القول به نحلة ، والقائلون به فرقة.
نعم ، من يريد تكثير النحل ، وزيادة عدد
الفرق ، يصحّ له ذكرهم فرقة من الفرق.
الخامس
: انّ الفطحية وإن اشتركت مع الواقفية في
مسألة عدم الاعتراف بالاِمام الحقيقي ، ولكن الطائفة الاَُولى كانت أقل تعصباً من
الاَُخرى بدليل أنّهم اعترفوا بإمامة موسى الكاظم عليهالسلام
بعد رحيل إمامهم الاَفطح ، لكن بين مُخطِّىَ نفسه في الاعتقاد بإمامة الاَفطح ، وبين
مصوِّب إمامته مع إمامة الكاظم عليهالسلام
إلاّ أنّ الواقفية كانت متعصبة جدّاً حيث وقفت على إمامة موسى الكاظم عليهالسلام ولم تتجاوزه ، وجرت مناظرات بينهم وبين
القطعية الذين قطعوا بإمامة ابن الكاظم ، علي بن موسى الرضا عليهماالسلام.
يقول المجلسي الاَوّل : واعلم أنّ
الفطحية كانوا أقربَ إلى الحقّ من الواقفية ، أو هم أبعد عن الحقّ من الفطحية ،
لاَنّ الفطحية لا ينكرون بقية الاَئمّة عليهمالسلام
وكانوا يقولون بإمامتهم ، ولهذا شُبهُوا بالحمير ، بخلاف الواقفة ، فإنّهم شُبهوا
بالكلاب الممطورة ، والشيخ ذكر الواقفية في كتاب الغيبة وأبطل مذهبهم بالاَخبار
التي نقلوها. [١]
وقال العلاّمة المامقاني : لا يخفى عليك
أنّ القول بالفطحية أقرب مذاهب