نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 82
شيء آثرتموه وعملتم
له من الدنيا ليس بخَلَف ممّا زيّن اللّه به العلماء من عباده الحافظين لرعاية ما
استرعاهم واستحفظهم من أمره ونهيه ، ذلك بأنّ العاقبة للمتقين ، والحسرة والندامة
والويل الدائم للجائرين الفاجرين.
[ الاعتبار من الأمم السابقة
]
فتفكّروا عباد اللّه واعتبروا ، وانظروا
وتدبّروا وازدجروا بما وعظ اللّه به هذه الأمّة من سوء ثنائه على الأحبار
والرهبان.
إذ يقول : « لَوْلأ يَنْهَاهُمُ الرَبّانِيُّونَ والأحبَارُ
عَن قَوْلِهِمُ الاِثْمَ وأكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ »
[١].
وإنّما عاب ذلك عليهم بأنّهم كانوا
يشاهدون الظلمة الذين كانوا بين ظهرانيهم يأمرون بالمنكر ، ويعملون الفساد فلا
ينهونهم عن ذلك ، ويرون حقّ اللّه مضيعاً ، ومال اللّه دُولة يوَكل بينهم ظلماً
ودولة بين الأغنياء ، فلا يمنعون من ذلك رغبة فيما عندهم من العَرَض الآفل ، والمنزل
الزائل ، ومداهنة [٢]
منهم على أنفسهم.
وإذا رأيتم العالم بهذه الحالة والمنزلة
فأنزلوه منزلة من عاث في أموال الناس بالمصانعة [٤] ، والمداهنة ، والمضارعة [٥] لظلمة أهل زمانهم ، وأكابر قومهم ، فلم