نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 71
وما كان من المعقول أن يجمع الاِمام زيد
وهو في سن الرابعة عشرة كل علم آل البيت فلابد أن يكمل أشطراً من أخيه الذي تلقى
علم أبيه كاملاً ، وقد كان الباقر عليهالسلام
إماماً في الفضل والعلم ، وأخذ عنه كثيرون من العلماء ورووا عنه ومن هوَلاء أبو
حنيفة شيخ فقهاء العراق ، وقد نال الباقر عليهالسلام
فضل الاِمامة العلمية ، حتى أنّه كان يحاسب العلماء على أقوالهم وما فيها من خطأ
وصواب [١].
كان الاِمام الباقر عليهالسلام ينظر إليه نظر أخٍ عطوف ويثني عليه
أحياناً ويطريه ، ويأمر بعض أصحابه بإنشاء طرائف تمثل شخصية زيد ونفسيته وإليك بعض
ما وقفنا عليه :
٥ ـ روى الصدوق في الأمالي عن أبي
الجارود قال : إنّي لجالس عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام إذ أقبل زيد فلما نظر إليه وهو مقبل ، قال
: « هذا سيد أهل بيته والطالب بأوتارهم لقد أنجبت أُمٌّ ، ولدتك يازيد » [٢].
٦ ـ وعن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر عليهالسلام وقد نظر إلى أخيه زيد بن علي فتلا هذه
الآية : « فالّذِينَ
هَاجَرُوا وأُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وأُوذُوا فِي سَبِيلي وقاتَلُوا وقُتِلُوا ...
» الآية ، وقال : هذا واللّه من أهل ذلك
» [٣].
٧ ـ وعنه أيضاً سألت محمد بن علي عليهماالسلام عن أخيه زيد فقال : « سألتني عن رجل
ملىء إيماناً وعلماً من أطراف شعره وقدمه وهو سيد أهل بيته » [٤].
دخل زيد على الاِمام الباقر عليهالسلام فلما رآه تلا : « يا أيُّها الّذِينَ
آمَنُوا كُونُوا قَوامينَ للّهِ شُهداءَ بالقِسطِ »
ثم قال : « أنت واللّه يا زيد من أهل ذلك » [٥].
[١] محمد أبو زهرة ،
تاريخ المذاهب الاِسلامية : ٢ / ٤٦٥.