نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 476
صحابته المكرّمين
الموَيدين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
التوحيد
[ الدلالة على أن اللّه
تعالى خالق العالم ]
أيّها الطالب للرشاد ، والهارب بنفسه عن
هُوّة الاِلحاد.
فإذا قيل لك : من ربك؟
فقل : ربي اللّه.
فإن قيل لك : بم عرفت ذلك؟
فقل : لأنّه خلقني ، ومن خلق شيئاً فهو
ربّه.
فإن قيل لك : بمَ عرفت أنّه خلقك؟
قل : لأنّي لم أكن شيئاً ثم صرتُ شيئاً
، ولم أكن قادراً ثم صرت قادراً ، و [ كنت ] صغيراً ثم صرت كبيراً ، ولم أكن
عاقلاً ثم صرت عاقلاً ، وشاهدت الأشياء تحدث بعد أن لم تكن ؛ فرأيت الولد يخرج ولا
يعلم شيئاً ، ثم يصير رضيعاً ، ثم طفلاً ، ثم غُلاماً ، ثم بالغاً ، ثم شاباً ، ثم
كهلاً ، ثم شيخاً. ثم رأيت نحو ذلك من هبوب الرياح بعد أن لم تكن ، وسكونها بعد
هبوبها ، وطلوع الكواكب بعد أُفولها ، وأفولها بعد طلوعها ، وظهور السحاب وزواله ،
وكذلك المطر والنبات والثمار المختلفات. وكل ذلك دلائل الحدوث.
وإذا كانت محدَثة فلا بد لها من محدِث ،
لأنّها قد اشتركت في الجسميّة ، ثم افترقت هيئاتها وصورها ؛ فننظر سماءً ، وأرضاً
، وثماراً ، وأشجاراً ، وآباراً ، وبحوراً ، وأنهاراً ، وإناثاً ، وذكوراً ، وأحياءً
، وأمواتاً ، وجمعاً ، وأشتاتاً.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 476