نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 442
لقد عزب عن ابن الأمير أنّه هو الذي
أحلّ سفك دمائهم حيث شبههم في قصيدته الأولى عبّاد « سواع » و « ود » وهل يكون دم
الوثني! محترماً مصوناً.
إنّ الأمير ندم حين ما لا ينفعه الندم ،
وقد أظهر الندامة بعد سفك الدماء الطاهرة ، وقتل النفوس الأبرياء ، ونهب الأموال ،
وتدمير البيوت والخيام ، بحجّة أنّهم يتوسلون بالنبي ، أو يزورون قبره الشريف ومن
قرأ تاريخ الوهابية الأثيمة يقف على أنّه أُسس على قتل الآف من الرجال والنساء والأطفال
، الذين كانوا يقولون : لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول اللّه ، يصلّون ، يزكون ، ويحجّون
ومانقموا منهم إلاّ أنّهم كانوا يعزّرون النبي الأكرم ، ويمجّدون نبي التوحيد ، ويتبرّكون
بآثاره ، كما كانت الصحابة متبركين بها.
وعلى كل تقدير فقد تخلّى ابن الوزير عن
المذهب الزيدي وتحول إلى سلفي وهابي ، وتسرع في تأييد موقف ابن عبد الوهاب ، فلو
كان مذهب السلف ، الاِخافة وسلّ السيف ، وضرب الرقاب ، وتدمير آثار الرسالة ، وإنساء
الأنبياء والأولياء عن الأذهان ، وإثبات جهة الفوق والاستواء على العرش الذي هو
فوق السموات والأرض ، والجسمية والغضب والضحك واليد اليمنى والشمال ، والأصابع
والكف للّه سبحانه بمعانيها اللغوية ، فألف سلام اللّه على الخلف مع بدعه المزعومة
، وتوسلاّته المختلقة بزعمهم.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 442