نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 405
وكان قدس اللّه روحه يجالس الفقراء وأهل
المسكنة ويكابر أهل السير والعفة ويميل إليهم ، وكان يرد الهدايا والوصايا إلى بيت
المال وكان يكثر ذكر الصالحين وإذا خلى بنفسه يتلو القرآن بصوت حزين إلى آخر ما
ذكره [١].
وقال الزركلي : أحمد بن الحسين بن هارون
الأقطع ، من أبناء زيد بن الحسن العلوي الطالبي القرشي ، أبو الحسين : إمام زيدي ،
من أهل طبرستان. مولده بها في آمل ، ودعوته الأولى سنة ٣٨٠ بويع له بالديلم ولقب
بالسيد « الموَيد باللّه » ومدة ملكه عشرون سنة. وكان غزير العلم ، له مصنفات في
الفقه والكلام ، منها « الأمالي » و « التجريد » في علم الأثر ، و « شرحه » في
أربعة مجلدات [٢].
أقول : له ترجمة ضافية في مقدمة الجزء
الأوّل من كتابه « شرح التجريد في فقه الزيدية ».
وما ذكره حسام الدين المحلي من أنه كان
إمامياً ، ثم صار زيدياً ، حقّ ، وقد نبه بذلك الشيخ الطوسي في أوائل كتاب التهذيب
ناقلاً عن الشيخ المفيد أنّه قال : إنّ أبا الحسين الهاروني العلوي كان يعتقد
الحقّ ويدين بالاِمامة فرجع عنها لما التبس عليه الأمر في اختلاف الأحاديث وترك
المذهب ، ودان بغيره لما لم يتبين له وجوه المعاني فيها. وهذا يدل على أنّه دخل
فيه على غير بصيرة واعتقد المذهب من جهة التقليد ، لأنّ الاختلاف في الفروع لا يوجب
ترك ما ثبت بالأدلة من الأصول [٣].
أقول : قد ذكرنا علل اختلاف الأخبار
المروية عن أئمة أهل البيت وذكرنا أسبابها المختلفة ، مقرونا بالشواهد في
محاضراتنا في الأصول [٤]
وكان الشيخ أبا
[١] حسام الدين
المحلى : الحدائق الوردية : ٢ / ٦٥ ـ ٦٦.