نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 164
بل كان رجلاً ثورياً
وإماماً للجهاد والنضال ومفسراً للقرآن ، ومحدّثاً للسنّة النبوية ، ومفتياً في
ضوئهما أحياناً؟ وتظهر حقيقة الحال فيما يأتي ولنقدم البحث في العقائد ثم نتبعه
بالبحث في الفقه.
إنّ ربيب البيت العلوي زيداً الثائر قد
تعلم الأصول والعقائد ، من أئمة أهل البيت وعلى رأسهم والده الاِمام زين العابدين
وأخيه الاِمام الباقر عليهماالسلام
، فكان القول بالتوحيد ورفض التجسيم والجهة ، والعدل وتنزيهه سبحانه عن كل سوء
وشين ، والقول بعصمة الأنبياء ومصونيتهم عن الخطأ والزلل ، ونفي القدر بمعنى
السالب للاختيار والحرية والموجب للغوية بعث الأنبياء والرسل ، إلى غير ذلك من الأصول
الرائجة في باب الاِمامة والمعاد ـ كان القول بهذه الأصول ـ أمراً واضحاً لدى
الهاشميين والعلويين ورثها كابر عن كابر ، فلو قال به زيد ، فلا يجعله ذا منهج
كلامي خاص.
إنّما الكلام فيما ينسب مناسب إليه من
الآراء حول سائر الموضوعات ، وسيوافيك إنّها آراء الزيدية ، لاصلة لها بزيد ، وأنّ
ربطها ونسبتها إليه ، خال عن الدليل.
قال الحاكم أبو سعد المحسَّن بن محمد بن
كرامة الجشمي البيهقي (٤١٣ ـ ٤٩٤ هـ) في كتابه جلاء الأبصار :
وإذ قد بينا المذاهب المحدثة والبدع
المولدة ، بقى ما كان عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأصحابه وعلماء أهل البيت ، وهو القول بتوحيد اللّه ، ونفي التشبيه ، والقول بعدله
، وبراءته من كل سوء ، والقول بعصمة أنبيائه ، وصدق ما جاءوا به على ما نطق به
الكتاب ، ومشايخ العدل ، أخذوها من علماء أهل البيت. أخذها واصل بن عطاء عن محمد
بن الحنفية وابنه أبي هاشم وكان مع ذلك من أصحاب النفس الزكية ، وكان عمرو بن عبيد
قد تأهب للخروج إلى زيد بن علي عليهالسلام
فورد الخبر بقتله.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 7 صفحه : 164