نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 45
نحن لا نُريد أن نحوم حول الرواية ونعرض
عن الإشارة إلى ماجنى عليها بعض المؤرّخين والكتّاب الجدد [١] ولكن نذكر نكتة أنّ النبي أعلن وزيره
وخليفته ووصيّه يوم أعلن رسالته وكأنّهما فرقدان في سماء الوحي لا يفترقان ، وما
القيادة بعد النبي إلا استمرار لوظائف النبوّة ، وإن كانت النبوّة مختومة ولكن
الوظائف والمسؤوليات كانتا مستمرّتين.
٢ ـ حديث المنزلة :
روى أصحاب السير والحديث أنّ رسول اللّه
خرج إلى عزوة تبوك وخرج الناس معه فقال له علي : « أخرج معك »؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا » ، فبكى علي فقال له رسول
اللّه : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبيّ بعدي ،
انّه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي » ، أخرجه البخاري في صحيحه [٢] والاستثناء يدل على ثبوت ما لهارون من
المناصبت لعلي سوى النبوّة سيأتي توضيحه.
وروى مسلم في صحيحه انّ إمام الفئة
الباغية قال لسعد بن أبي وقاص : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : امّا ذكرت ثلاثاً
قالهنّ له رسول اللّه فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم ،
سمعت رسول اللّه يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه بعد ما شكى إليه علي بقوله : «
يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء والصبيان » : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة
هارون من موسى إلا أنّه
[١] كالدكتور حسنين
هيكل في حياة النبي ، لاحظ محاضراتنا في سيرة النبي وقد طبعت باسم ( سيّد المرسلين
١ / ٣٩٤ ـ ٣٩٧ ).
[٢] صحيح البخاري ٥
باب فضائل أصحاب النبي باب مناقب علي ٢٤ وغيره.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 45