نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 142
ولا يعرفون معنى
الانتخاب ، ولمّا انتقل النبيّ إلى دار البقاء ولم يترك ولدا ، قالوا علي أولى
بالخلافة من بعده.
وحاصله : انّ الإنسجام الفكري بين الفرس
والشيعة أعني كون الخلافة أمراً وراثيا ، دليل على أنّ التشيّع وليد الفرس.
يلاحظ عليه :
أولاً
: انّ التشيّع حسب ما عرفت ظهر في عصر
النبي الأكرم وهو الذي سمّى أتباع علي بالشيعة ، وكانوا متواجدين في عصر النبي
وبعده ، إلى زمن لم يدخل أحد من الفرس سوى سلمان ، في الإسلام.
إنّ روّاد التشيّع في عصر الرسول والوصي
كانوا كلّهم عرباً ولم يكن بينهم أي فارسي سوى سلمان المحمدي ، وكلّهم يتبنّون
فكرة التشيّع.
وكان لأبي الحسن أميرالمؤمنين علي بن
أبي طالب عليهمالسلام أيام خلافته
ثلاثة حروب ، حرب الجمل ، وصفين ، والنهروان. وكان جيشه كلّه عرباً أقحاحاً بين
عدنانية وقحطانية ، فقد انضمّ إلى جيشه زرافات من قريش والاُوس والخزرج ، ومن
قبائل مذحج ، وهمدان ، وطي ، وكندة ، وتميم ، ومضر ، وكان زعماء جيشه من رؤوس هذه
القبائل كعمار بن ياسر ، وهاشم المرقال ، مالك الأشتر ، صعصعة بن صوحان وأخوه زيد
، قيس بن سعد بن عبادة ، عبداللّه بن عباس ، محمّد بن أبي بكر ، حجر بن عدي ، عدي
بن حاتم ، وأضرابهم ، وبهذا الجند وباُولئك الزعماء فتح أميرالمؤمنين البصرة وحارب
القاسطين معاوية وجنوده يوم صفين ، وبهم قضى على المارقين.
فأين الفرس في ذلك الجيش واُولئك القواد
كي نحتمل أنّهم كانوا الحجر الأساس للتشيّع. ثمّ لم يعتنق الفرس التشيّع دون غيرهم
، بل اعتنقه الأتراك والهنود وغيرهم من غير العرب.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 142