نعم لوجوب التقيّة أو جوازها شروط واحكام
ذكرها العلماء في كتبهم الفقهية ولأجل ذلك حرّموا التقيّة في موارد ، كقتل المؤمن
تقيّة ، أو ارتكاب محرّم يوجب الفساد الكثير ، ولأجل ذلك نرى أنّ كثيراً من عظماء
الشيعة واكابرهم رفضوا التقيّة في بعض الأحايين وتهيّأ وللشنق على حبال الجور ،
والصلب على أخشاب الظلم. وكلّ من استعمل التقيّة أو رفضها ، له الحسنى ، وكلّ عمل
بوظيفته الّتي عيّنتها ظروفه.
إنّ التاريخ يحكي لنا عن الكثير من
رجالات الشيعة الذين تركوا التقيّة وقدَّموا نفوسهم المقدَّسة قرابين للحقّ ، ومنهم
شهداء « مرج العذراء » وقائدهم الصحابّي العظيم الّذي أنهكته العبادة والورع ، حجر
بن عدي الكندي ، الّذي كان من قادة الجيوش الاسلامية الفاتحة للشام.
ومنهم ميثم التمّار ، ورشيد الهجري ، وعبد
الله بن يقطر الذين شَنَقهم ابن زياد في كناسة الكوفة ، هؤلاء والمئات من أمثالهم
هانت عليهم نفوسهم العزيزة في سبيل الحقّ ، ونطحوا صخرة الباطل ، بل وجدوا العمل
بالتقيّة حراماً ، ولو سكتوا وعملوا بها وأصبح دين الإسلام دينَ معاوية ويزيد وزياد
وابن زياد ، دينَ المكر ، ودينَ الغدر ، ودينَ النفاق ، ودينَ الخداع ، دين كل
رذيلة ، واين هو من دين الإسلام الحقّ ، الّذي هو دين كل فضيلة ، اُولئك هم أضاحي
الإسلام وقرابين الحق.