نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 35
الناس ، فكان يبثّ
بذور الخلاف فترة بعد فترة ، ويشغل الحكومات والقضاة عن القيام بالواجب بنقل الشيخ
من مقام إلى مقام.
وثانياً
: إنّ جماهير الفقهاء والقضاة كانوا
يخالفونه فيما يبديه من الآراء الشاذة ، في مجال الأُصول والفروع ، وإنّ آراءه
كانت مخالفة لما هو المشهور المجمع عليه بين العلماء.
وثالثاً
: إنّ الرجل كان معروفاً بالقول بالتجسيم
والتشبيه والجهة ، وكان اعتقاله لأجل التفوّه بها ، فكلّ من أراد تنزيهه عن هذه
التهمة ، خالف الرأي العام في حقّه وما عرف منه يوم حياته.
نعم إنّ هناك أُناساً ترجموا للرجل ترجمة
وافية ، فأثنوا عليه الثناء البالغ ، وذكروا ذكاءه وتوقّد ذهنه ، وإحاطته بالكتاب
والسنّة ، كما ذكروا آثاره العلمية من كتب ورسائل ، ولكن يؤخذ عليهم بأنّه لماذا
ركّزوا على جانب واحد من حياته ، ولم يشيروا إلى الجانب السلبي منها ، فإنّه لا
يمكن لأحد تخطئة أولئك العلماء الذين ناظروه ، وباحثوه ، وأصدروا أرائهم فيه ، وهم
كثيرون ، ولأجل ذلك نشير إلى المصادر الّتي أخذتها العصبية العمياء فجاءوا كأنّهم
يعرفون رجلا أطبق علماء عصره على نزاهته وصفاء فكره ، فمن أراد أن يقف عليها
فليرجع إلى المصادر التالية :
١ ـ تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٤٩٦ ،
بالرقم ١١٧٥. وإن استدرك زلّته هذه ببعث رسالة مستقلة إلى ابن تيمية يستنكر فيها
عليه أعماله وأقواله كما ستوافيك.
٢ ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبي
الفلاح عبد الحي بن عماد الحنبلي ( م ١٠٩٨ ) ٦/٨٠.
٣ ـ طبقات الحفاظ ، لجلال الدين السيوطي
، ( ت ٩١١ هـ ) ، ص ٥٢.
٤ ـ الذيل على طبقات الحنابلة ، لابن
رجب زين الدين ، أبي الفرج ، عبدالرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي ثم الدمشقي
الحنبلي ، ( ٧٣٦ ـ ٧٩٥ هـ ) ٢/ ٣٨٧ ، بالرقم ٤٩٥.
نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 35